يا جرحي العذب ..
--------------------------------------------------------------------------------
يغزو أنفاسي الأنين..
وتدلهم بي الصور ..
وأراك موطني الصغير ..
ويكبر في عيني الحلم ..
وأستمــــــــــــــــــر !!
كنتَ حلماً ..
ثم طيفاً من بعيد ..
وفي لحظتي أراك المستحيل ..
أراك دهوراً من عاصفات ..
وسيل من أمنيات لن تتحقق ..
يا أنت ..
يا شجن لم يأتني الا بالعدم ..
لم يروني الا بالسقم ..
قد نثر العطر أوراقه الحزينة ..
يقتفي رائحة وجود
كنت تسكنه ..
كنت موطنه ..
كنت واقعه قبل حلمه ..
يا أنت ..
يا سارية وقت قفار السنين ..
يا صورةً نضحت بجدران كئيبة ..
بألوان زهيدة ..
بأفكار عنيدة ..
بذكريات عتيدة
لم يكن يحتلها رسمك ..
ولم تكن تلك الملامح تشبهك حتى ..
ولم أكن تلك الأسطورة الخاشعة ..
ولم أكن تلك القصيدة ذات الوتر
الحزين في حكاياتك ..
كنت رأيتك في زاويتي ..
تسكن قلباً لم يكن يوماً الا موطنك ..
يا أنت ..
يا زمرة من طرق الأمس ..
تسابق النجوم لرؤية القمر ..
وعطر الزهر ..
وأُسدِل الستار ..
نهاية الأسطورة ..
نهاية وجع يختلج صدى من ذكريات ..
وعمقاً من حنين لأحضان قلبك الزمهريري ..
آه يا سنين ..
يا سيدة الجرح العذب ..
يا أكليل من بساتين ريحان
أفترشت الأرض بقدومك ..
وأعترتها صفرة الوداع لحظة رحيلك ..
يا أنت ..
يا مرسى عزفت السفر عنه ..
وأدمنت اللقاء به ..
لمواطن االعشق تتوقف راحلتي ..
ولمينائك ترسوا سفينتي ..
ايها الجرح العذب ..
أمهلني كي اجد نفسي ..
وأعلمها كيف تلوذ بالصبر
عند عتمة قلبك ..